الجمعة، 10 أغسطس 2012

شـكـرا أبــي ..



اختنقت و تصارعت الهموم في صدري وضاق بي منزلنا فخرجت لسطح المنزل لأني شعرت برغبة في الانعزال لا اعلم ما كان بي ولكنها عدة هموم تراكمت بداخلي خرجت فجلست ولم أغني كعادتي وقت ضيقي ولم اتحدث إلى نفسي حتى فقط الصمت كان عنوان لإختناقي حتى انسابت دمعة تلتها اختها على وجنتي معلنة بداية نوبة بكاء صامت  وما ان انخرطت في البكاء حتى لمحت ظل ابي والتفت لندائه كان قد أتى يشاركتي جلستي على الرغم من تقارب فكري مع ابي الا اني اشعر كثيرا بإبتعاد أنفسنا  جالسني ابي وظل يسألني عن ما يشغل تفكيري ويستفسر عن احوالي العاطفية ظل يحدثني انه لا يريدني أن اعصي الله في شيء اعلم انها ليست المرة الاولى التي يحدثني بها ابي عن ما يخصني في الصميم وليست ايضا المرة الاولى التي يوصيني بها ان اهتم لتصرفاتي واجعلها بحجم نضوج عقلي وتفكيري وليست الاولى ايضا التي يوصيني بها بتقوى الله لكن ربما لضيقي حينها لمس كلام ابي شيئا بداخل قلبي على الرغم من اني لم ابوح لأبي بشيء يخصني لعدم اختفاء الشعور بالبعد رغم ضألته بعد جلوس أبي معي وسكتنا لبرهة قصيرة واردف ابي الحديث عن غربتنا مفصحا عن عدم سروره بالعيش في بلد اخر غير وطننا  على الرغم من واقع الوطن المرير..
مثل لي ابي حالنا و الغربة قائلا : كالاسد المسجون بقفص وان كان القفص مذهبا وبالرغم من ان طعامه وشرابه يأتيانه حيث كان إلا ان الاسد حتى يتوق لحريته فحياة الغابة عنده افضل هو يفضل الترصد للفرائس والهجوم عليها وصيدها على جلوسه مسجونا في قفص من ذهب يأتيه بداخله كل شيء بدون تعب فنحن وان كان الضرر محتوم لنا في الوطن وان وصل الضرر حد الموت قد نفضل العيش في غابة نحن منها على ان نعيش في قفص مذهب ليس بوطننا وان كانت تأتينا فيه كل رغباتنا بلا جهد او تعب ،، وزاد كلامه تبريرا فقال بعد صمت : ان حبنا لحياة الغابة لا يعني انّا سنحيا بمبادئها بل نحن نريد حياة وطننا وان كان غابة محتم الموت بها ولكن نحيا بمبادئنا وقيمنا وقانونا لا قانون الغابة ..
وبعد دخولنا للبيت تابع حديثه فقال : ومما يذُكر في هذا الشأن سيدنا موسى عليه السلام خرج من مصر هارباً بعد قتله لشخص بها وعزم الناس على قتله عليه السلام خرج منها خائفا يترقب  وسكن وطنا غير وطنه ( مدين )وعمل لدى نبي الله شعيب وتزوج إحدى بناته وعلى الرغم من انه كان يعيش آمنا ولديه الزوجة والعمل وحاله في مدين افضل من حاله في مصر التي خرج منها هربا من قتله الا انه اعد العدة للرجوع الى مصر وحينها في طريق العودة  كلمه الله وحمله الرسالة من اعلى جبل الطور..
أنهى ابي حديثه و تغيرت بداخلي احاسيس تنبأني بتحسن قادم بيننا قد نقترب اكثر كما كنا في السابق ربما ابتعدنا لتوقفنا عن الحديث سويا أشعر احيانا عندما نتحادث وكأني جالسة اتبادل اطراف الحديث في احدى أعرق الصالونات الأدبية فمستوانا الثقافي متقارب وفكرنا ايضا إلى الحد الذي يجعلني أبدو كـنسخة مصغرة عن أبي ..
اظن انه من الآن قد يكون أبي ملهمي كما حال بعض الادباء العظماء كعزيزتي " احلام مستغانمي " هي علمها والدها عبادة الكلمة وبارك كلماتها الاولى وانا علمني والدي قدسية الفكر واستقلالية المنطق و أنشأني حرة الرأي والقلم..
شكرا أبي ..
...
 #هاجر_إبراهيم  ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق